التقليد وتعريفه:

حكم:- التقليد في الاصطلاح هو عمل العامي في الإحكام الشرعية استناداً لفتوى المفتي.

ادلة التقليد:
حكم:- استدلوا على صحة التقليد بالادلة الاربعة ونحن نتعرض لشيء من الكلام في كل واحد منها لاستقرار آخر الزمان على التقليد وان اختلف وشذ بالتشكيك به بعض ما قرب عصرنا وقد ردوه من جميع الحوزات العلمية الشيعية واخذوا من جوانبه الاربعة بما لا قبل له بهم فهذه الايات والروايات التي توجب التقليد وتصححه الآية الأولى: [فلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إذا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ](1) الدليل هو الملازمة العقلية بين وجوب الانذار وقبول الانذار وهو جعل توصى وليس تعبدياً لإنه قضية قياسها معها وذلك لما قلناه بأن علة التقليد معلومة لدينا من حيث ان العامة من الامة وهم 99% لا يستطيعون الاستنباط ولا الاحتياط تعذراً أو تعسراً ولو لم يحذر المنذرون بالفتح لزم لغوية الانذار الذي امر الله تعالى به وقد عرفنا علته نعم يؤخذ عليه ان يكون المنذر يطمئن السامع اليه فالانذار واجب مطلقاً والتحذر واطاعته وتقليده بالاصطلاح مشروط بأن يطمأن اليه ويقر السامع بأحترامه وتصديقه في نفسه بخلاف المنذرين المتهمين بالكذب والغش فلا يجب الاستماع اليهم واطاعتهم وكما سيأتي اشتراط العدالة في المجتهد الذي احتججنا على صحة تقليده بالآية الكريمة.
حكم:- لا يجب ان يكون الانذار مع التخويف والوعيد بل مطلقه مطلق وكذلك الفتوى مطلقها مطلق كما لا يجب ان يكون الانذار عن علم حسي بأن سمع الآية بنفسه ورأى الائمة بنفسه ورأى المدرسين القائلين بذلك فيمكن ان يكون عن حدس يعني عن اجتهاد عن ادلة عديدة بمسألة مسألة وكذلك الفتوى فبذلك ثبت شرعية الاجتهاد لعمل نفس المجتهد كما صحته واجازته لعمل الغير له يعني تقليد غير المجتهدين له.
الثانية: [فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ](2) بتفسيرها ان غير العالم يجب رجوعه إلى العالم وهو معنى التقليد وفي هذه الآية احاديث كثيرة مهمة في تفسيرها وتوجيهها ومنها عن الريان بن الصلت عن الرضا(ع) إنه قال للعلماء في مجلس المأمون اخبروني عن هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فقالت العلماء اراد الله بذلك الامة كلها فقال الرضا(ع) بل اراد الله العترة الطاهرة..إلى ان قال الرضا(ع) ونحن اهل الذكر الذين قال الله عز وجل: [فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ] فقالت العلماء انما عنى بذلك اليهود والنصارى فقال ابو الحسن(ع) سبحان الله ويجوز ذلك اذن يدعونا إلى دينهم ويقولون إنه افضل من دين الإسلام؟ فقال المأمون فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا ابا الحسن؟ قال نعم نعم الذكر رسول الله(ص) واله ونحن اهله وذلك بين في كتاب الله حين يقول في سورة الطلاق: [فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ] فالذكر رسول الله(ص) ونحن اهله)(3) ومعلوم ان السؤال لا بد ان يستتبع العمل والتطبيق لما يجيب المسؤل وهو ان العاصي المقلد يسأل المرجع الذي يقلده عن الدين فيجيب المرجع ويجب على المقلد بالكسر ان يعمل.
الثالثة: [وَإذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أولَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ](4) هذه الآية في ذم تقليد الجاهلين والضالين والامر بأتباع من ينبئ بما انزل الله صادقاً عادلاً ولا وجه لتوفيق الآية على أصول الدين وأن التقليد في أصول الدين ممنوع والجواب أولاً إنه يجوز التقليد في المسائل الفرعية من اصول الدين وثانياً ان المورد لا يخصص وان الآية مطلقة فلا وجه لتقييدها ببعض ما تشير اليه.
الرابعة: [أولَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ](5) بصراحة الآية فوجب الاقتداء بالهدى لمن هداه الله سواء رأساً كمن يأخذ من النبي(ص) أو الإمام أو مع الواسطة والوسائط كالمجتهدين والرواة عنهم فكله يرجع إلى واحد بالنتيجة ويجب على العامي ان يرجع إلى موضع هدايته بالعقيدة والعمل.
الخامسة: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأولِي الأَمْرِ مِنكُمْ].
حكم:- قد استدل بها على حجية قول المجتهد من حيث إنه امتداد للائمة الذين هم أولوا الامر بعد رسول الله ص واله وتقليدهم تقليدهم(ص) وطاعتهم طاعتهم(ع) وعصيإنهم في امور الدين عصيإنهم(ع).
السادسة: في الرد على المشركين الذين اتخذوا الاصنام يهتدون بعبادتهم ولم يهتدوا بالله ورسله وكتبه[قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إلى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إلى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ](6) قل يا محمد(ص) هل ان الله الهادي احق يتبع وان يطاع في أوامره ونواهيه بأطاعة رسله وكتبه وأوليائه ومن روى عن رسله وأوليائه ام تتبعون الاعمى في العقيدة والعمل الذين يدعون إلى الشرك والكفر والجحود الذين مثلهم مثل الاعمى الذي لا يهتدي طريقه الا ان يقوده ويهديه غيره ويوصله غايته وهذه الآية تثبت وجوب اتباع الهادين المهديين واتباع المهتدين بهداهم وهم المجتهدون من شيعة اهل البيت وتحريم تقليد العامة المخالفين للنبي(ص) وال واهل بيته.


(1) التوبة 9/122.

(2) النحل 16/43.

(3) الوسائل ب7ح31 صفات القاضي.

(4) البقرة 170.

(5) الانعام 6/90.

(6) يونس10/35.