إما كيفية ذلك فمقالتان:

المقالة الأولى: أن الدراسة تتم على مراحل فلا يجوز طريقياً وعرفاً أن يقطع مرحلة إلى التي فوقها لعدم فائدة الطفرة في التحصيل فإن التحصيل لا بد له من الترتيب والترتب في الوصول إلى القمة.
ثانياً: أن الكتب العلمية على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: فإن منها ما يحتاج إلى مطالعة فلا تتعب الآخرين والأعلم منك حتى يدرسوك وإلا يحتاج إلى التدريس وإنما طالع كتباً كثيرة من الكتب الدينية في مختلف مناحي الإسلام من الأخلاق والعبادات والتاريخ والعقيدة والثقافة في العلوم الحديثة والتشبع من المعرفة وفنون العلم الديني فإنه لا بد للعالم الديني أن يكون مجتهداً ومجداً ومطلعاً على كل ما يدور حوله مما يعلم عموم المجتمع حتى لا يسخر من شخصيته عوام الناس قائلين أن هذا لا يفهم مباحث الأصول والفقه القديمين.


المرحلة الثانية: من الكتب ما لا يكفي لاستيعابها المطالعة وإنما يلزم المباحثة مع شخص فاضل آخر بمستواه من العلم أو يفوقه قليلاً حتى يذكر أحدهما الآخر في كل فصل فصل وباب باب ومسألة مسألة حتى يأتيا أو يأتوا على آخر الكتاب وقد فهموه كاملاً تاماً.
المرحلة الثالثة: ما لا يفهم من شخص بمستوى هذا الطالب وأنما هو فوق فهمه ودرجته من الأدراك وهذا لا يجوز توصلاً أن يطالعه ويفوت أوقاته فإن مطالعته للتعرف عليه كلعب الأطفال ولعله يأثم عند الله في تفويت أوقاته وتضيع جهوده في تحصيل العلم الذي لا يناله بمجرد المطالعة وعليه فلا بد للطالب وقبل ان يبدأ بطلب العلم أن يدرك طريقة الدراسة ومراحلها ومن أين يبدأ وإلى أين ينتهي ومن يصاحب في عمله ومن هو أهل للدرس عنده ثم ان الدراسة في حوزاتنا العلمية على ثلاث مراحل:
أ- السطوح الأولى: أي الأبتدائية وهو درس النحو والتجويد والصرف والبلاغة والمنطق واللغة والشعر والتاريخ وأداب المتعلمين والتفسير وأوليات الأصول والفقه والدرآية وما شابه.
ب- السطوح العالية: وهي مفصل الفلسفة والفقه العالي والأصول والرجال وتفصيل الدرآية وبعض فقه الحديث أي معناه وأسراره وظروف القائه.
ج- بحث الخارج والمطالعات والمدارسات المطولة بالكتب الأستدلالية ومناقشاتها من أصول وفقه وأدلتهما الأربعة.
بينما الدراسة الأكاديمية على أربع مراحل:
تمهيدي أو روضة للأطفال ثم أبتدائي ثم ثانوي أي أعدادي ثم كلية في أحدى الجامعات.
وحوزاتنا لا تحتاج إلى التمهيدي والروضة لأن المفروض أن الداخل بها يشترط كونه بالغاً عاقلاً ومتعلماً للقراءة والكتابة أي مكملاً للابتدائية على الأقل فإنه رأساً يدخل بالسطح الأبتدائي.