الحكم مولوي وارشادي:

حكم:- بعض الأوامر لا يستطيع الشرع ان يطلقها لإنه لو اطلقها لا يسمع العبد منه ومنها: اثبات الربوبية ووجوب اطاعة الرب والاعتقاد بوجوب ارسال الرسل ووضع الحجج لتبليغ العباد وحرمة معصية المولى فالعبد عقله يدله على وجود الخالق ووجوب اطاعته وان الله حكيم وقادر ووجوب جزاء المطيع على طاعته وعقاب العاصي وعدم صحة ترك الناس يأكل بعضهم بعضاً وتركهم جاهلين ضالين وان ذلك لما يوجب العبث وعدم المصلحة في خلقهم فلا بد ان ينصب عليهم هدايا ومبلغاً وينتقم من مسيئهم ويسدد ويؤيد ويثيب محسنهم فإذا ثبت ان هذه الامور يلزم ان يدركها العقل فيسأل السائل لماذا جاءت الأوامر والنواهي والتوضيحات من الشرع الشريف لهذه الامور إذا كان العقلاء يدركون ذلك
الجواب: الشرع يرشد إلى حكم العقل وينبه الغافل إلى ما يقتضيه عقله ويعلم الجاهل الفارق بجهله ويعقل الاحمق ويعدل به إلى الصواب.
ولذا قد ورد في الحديث: انما بعث الانبياء ليثيروا للناس دفائق العقول) وكذلك يردع المستخف إذا علم بذلك واستخف بأتباعه واستهتر بدينه فهذا الامر الشرعي يسمى ارشادي واما ايجاب العبادات وتفصيل المعاملات وتحريم جزئيات المحرمات واستحباب المستحبات وكراهة المكروهات وما إلى ذلك فكلها لا يعرف العقلاء مناطاتها وملاكاتها الشرعية فالأوامر بها والنواهي عنها تسمى مولوية شرعية.