حديث زرارة عن أبي جعفر(ع) قال: (بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولآية، قال زرارة وأي شيء من ذلك افضل، فقال الولآية أفضل لإنها مفتاحهن والولي هو الدليل عليهن قلت: ثم الذي يلي ذلك في الفضل، فقال: الصلاة، قلت: ثم الذي يليها في الفضل قال: الزكاة لإنها قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها قلت فالذي يليها في الفضل قال: الحج، قلت ماذا يتبعه قال: الصوم. وعن فاطمة الزهراء(ع) في خطبتها أمام أبي بكر: (فرض الله الإيمان تطهيراً من الشرك والصلاة تنزيهاً عن الكبر والزكاة زيادة في الرزق والصيام تبييناً للإخلاص والحج تشييداً للدين والجهاد عزاً للإسلام والعدل مشكاة للقلوب والطاعة نظاماً للأمة والإمامة لمَّا من الفرقة والجهاد عزاً للإسلام والصبر معونة عن السخط وصلة الرحم منماةً للعدد والقصاص حقناً للدماء والوفاء للنذر تعرضاً للمغفرة وتوفية المكائيل والموازين تغيراً للبخسة وأجتناب قذف المحصنات حجباً عن اللعنة والصدقة إيجاباً للعفة وحفظ مال اليتامى إجارة من الظلم والعدل في الإحكام إيناساً للرعية وحرم الله الشرك إخلاصاً للربوبية فأتقوا الله حق تقاته فيما أمركم به وأنتهوا عما نهاكم عنه) (1).
حكم 5: إن ثبوت الإحكام الشرعية بعضها مسلم شديد الثبوت حتى يعد الجاحد له خارجاً عن الدين وذلك ما يسمى بضروريات الدين وبعضها ليست ثابتة بهذه القوة والمثابة وكل منهما يكون في العقيدة أي أصول الدين وفي العمل في فروع الدين كما يكون في كل الإحكام.
فإنه كما يكون الضروري في الأصول كون الله هو الخالق والبارئ المصور والمبدع المعيد وبعثة الأنبياء والقيام يوم القيامة كذلك يكون في العمل كوجوب الصلاة والصوم والحج والزكاة والأمر بالمعروف والسلب في الأصول كعدم التجسيم لله تعالى وعدم الشريك له.
وكذلك في الفروع بالنسبة لبقية الإحكام كاستحباب صلاة الليل وإباحة الأكل والشرب وكراهة النوم مجنباً وحرمة الزنا والخمر واللواط وما شابه فهذه كلها من ضروريات الدين وهناك ما هو من ضروريات المذهب الشيعي كعدل الله وأن ما وافق الشرع وافق العقل وبالعكس وإمامة الأئمة الأثني عشر(ع).
وما سوى الضروري في الدين أيضاً يكون في الأصول ككيفية الموت والصراط والحساب في القبر والجنة والنار فإن كيفية هذه الأشياء لا يجب على المسلم أن يؤمن بها وأما أصل ثبوتها فواجب عليه أن يؤمن به وكذلك غير السورة بعد الحمد واستحباب الصعود على الجبل للحاج يوم عرفة وإباحة التدخين وكراهة النوم بغير وضوء وحرمة عصير الزبيب إن غلا أو نش فإن الإيمان بهذه الأمور وعدمه ليس من ضروريات الدين.
حكم6: حكم الضروري في الأصول والفروع في السلب والإيجاب إن منكره يعد كافراً فيما إذا علم بإنه يلازم أنكاره وتكذيب الرسول والقرآن وأما إذا لم يعلم ذلك فالحكم بكفره مشكل فالإطلاق الذي ورد في روآية عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله(ع) : (عن الرجل يرتكب الكبيرة فيموت هل يخرجه ذلك من الإسلام وأن عذب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدة وأنقطاع قال من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم إنها حلال أخرجه ذلك من الإسلام وعذب أشد العذاب وإن كان معترفاً إنه ذنب ومات عليها أخرجه من الإيمان ولم يخرجه من الإسلام وكان عذابه أهون من عذاب الأول) (2).
هذا مقيد بإن أنكاره يستوجب الرد على المعصومين كما في حديث عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله(ع): (في رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث قال ينظران إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً فإني قد جعلته عليكم حاكماً فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنه أستخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا كافر وراد على الله والراد على الله حد الشرك بالله) (3).
حكم 7: عند الشيعة ان العقل والشرع متوافقان فلا يحكم العقل بما يخالف الشرع ولا العكس نعم الخلاف قائم على أن العقل يحكم أو إنه يدرك ما حكم به الشرع وليس بمستقبل بالحكم.
ولكن جعل الأستقلالية في بعض الروايات يدل على إنه يحكم كما في حديث محمد بن مسلم عن أبي عبد الله(ع): (قال لما خلق الله العقل أستنطقه ثم قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ثم قال له وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب أما أني إياك آمر وإياك إنهى وعليك أعاقب وعليك أثيب) (4).
حكم 8:ولا وجوب ولا تحريم إلا بالتكليف والتكليف هو بالبلوغ والعقل.
وفي الحديث (أتي عمر بامرأة مجنونة قد زنت فأمر برجمها فقال علي(ع) أما علمت أن القلم يرفع عن ثلاثة عن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ) (5).
حكم 9: يشترط في العبادات النية ففي الحديث عن أمير المؤمنين(ع) قال رسول الله(ص): (لا قول إلا بالعمل ولا قول ولا عمل إلا بنية ولا قول وعمل ونية إلا بأصابة السنة)(6).
وعن أبي عبد الله الصادق(ع): (إن الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة)(7).
حكم 10: يستحب للشخص أن يقصد بكل أعماله القربة إلى الله تعالى ففي وصية النبي(ص) لأبي ذر: (يا أبا ذر ليكن لك في كل شيء نية حتى في النوم والأكل)(8).
حكم 11: فضيلة نية الخير
عن أبي بكير عن أبي عبد الله(ع) أو عن أبي جعفر(ع): (أن الله تعالى قال لأدم(ع): جعلت لك من هم من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه فإن عملها كتبت عليه سيئة ومن هم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة وإن هو عملها كتبت له عشراً)(9).
وفي خبر الصيقل قال أبو عبد الله(ع): من صدق لسإنه زكى عمله ومن حسنت نيته زيد في رزقه ومن حسن بره بأهل بيته زيد في عمره(10).
حكم 12: رذيلة نية السوء
عن عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبيه(ع) قال: (سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة، قال وهل ريح الكنيف والطيب سواء، وقال: أن العبد إذا همَّ بالحسنة خرج نفسه طيب الريح فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال قم فإنه قد همَّ بالحسنة فإذا أهمَّ بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين قم فإنه قد همّ بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسإنه قلمه وريقه مداده فأثبتها عليه).
حكم 13: وجوب الإخلاص في العبادة
عن أمير المؤمنين(ع): (كان يقول طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بنا ترى عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما أعطى غيره).
حكم 14: مراحل الإخلاص وأفعاله حديث يونس بن ضبيان قال: (قال الصادق جعفر بن محمد(ع): إن الناس يعبدون الله عز وجل على ثلاثة أوجه فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع وآخرون يعبدونه خوفاً من النار فتلك عبادة العبيد وهي رهبة ولكني أعبده حباً له عز وجل فتلك عبادة الكرام وهو الأمن لقوله [وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ] ولقوله عز وجل [قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ](11). فمن أحب الله أحبه الله ومن احبه تعالى كان من الآمنين (12).
حكم15: حرمة الوسوسة في العبادة
عن عبد الله بن سنان قال ذكرت لأبي عبد الله(ع) رجلاً مبتل بالوضوء والصلاة وقلت هو رجل عاقل فقال أبو عبد الله(ع) واي عقل له وهو يطيع الشيطان فقلت وكيف يطيع الشيطان قال سله: هذا الذي يأتيه من أي شيء هو فإنه يقول لك من عمل الشيطان(13).
حكم 16:تحريم الرياء
عن السكوني عن أبي عبد الله(ع) قال: (قال رسول الله(ص) سيأتي على الناس زمان تخبث به سرائرهم ويحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا لا يريدون به ما عند ربهم يكون دينهم لا يخالطه خوف يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم) (14).